تفسير سورة قريش والفيل والهمزة والعصر والتكاثر
تفسير سورة قريش
سورة (قريش) تسمى أيضا, "لإيلاف قريش", وهي
من السور المكية عند جماهير العلماء، وقيل مدنية، وعدد آياتها أربع آيات.
}لإيلاف قريش * إيلافهم رحلة الشتاء والصيف { اعجبوا لإلف قريش, وأمنهم واستقامة مصالحهم, وانتظام رحلتيهم في الشتاء إلى (اليمن), وفي الصيف إلى (الشام) وتيسير ذلك, لجلب ما يحتاجون إليه.
}فليعبدوا رب هذا البيت { فليشكروا وليبعدوا رب هذا البيت -وهو الكعبة- الذي شرفوا به, وليوحدوه
ويخلصوا له العبادة.
}الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف { الذي أطعمهم من جوع
شديد, وآمنهم من فزع وخوف عظيم.
تفسير سورة
الفيل
سورة (الفيل) وسماها بعضهم "ألم تر
..", وهي من السور المكية الخالصة, وعدد آياتها خمس آيات.
}ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل { ألم تعلم -أيها الرسول-
كيف فعل ربك بأصحاب الفيل: أبرهة الحبشي وجيشه الذين أرادوا تدمير الكعبة المباركة؟
}ألم يجعل كيدهم في تضليل { ألم يجعل ما دبروه من شر في إبطال وتضييع؟
(الكيد) إرادة وقوع الإِضرار
بالغير في خفية, وسمى -سبحانه- ما فعله أبرهة وجيشه كيدا, مع أنهم جاءوا لهدم الكعبة
جهارا نهارا, لأنهم كانوا يضمرون من الحقد والحسد والعداوة لأهل مكة, أكثر مما كانوا
يظهرونه.
و(التضليل) أي لا يهتدي لمراده, وهو هنا
مجاز في الإِبطال وعدم نوال المقصود, لأن ضلال الطريق عدم وصول السائر.
}وأرسل عليهم طيرا أبابيل { وبعث عليهم طيرا في جماعات متتابعة, وقيل: أرسل الله عليهم طيرا من البحر
أمثال الخطاطيف والبلسان.
}ترميهم بحجارة من سجيل { تقذفهم بحجارة من طين متحجر.
مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها, حجر
في منقاره, وحجران في رجليه, أمثال الحمص والعدس, لا تصيب منهم أحدا إلا هلك, وليس
كلهم أصابت.
}فجعلهم كعصف مأكول { فجعلهم به محطمين كأوراق الزرع اليابسة التي أكلتها البهائم ثم رمت بها.
و(العصف) ورق الزرع الذى يبقى في الأرض
بعد الحصاد وتعصفه الرياح فتأكله الحيوانات, أو هو التبن الذى تأكله الدواب. وقال
اخرون: هو القشر الخارج الذي يكون على حب الحنطة
كهيئة الغلاف له.
وقصة أصحاب الفيل من القصص المشهورة عند
العرب, وملخصها: أن أبرهة الأشرم الحبشي أمير اليمن من قبل النجاشي ملك الحبشة, بنى
كنيسة بصنعاء لم ير مثلها في زمانها, وأراد أن يصرف الناس من الحج إلى بيت الله الحرام, إلى الحج إليها, ثم جمع جيشا عظيما قدم به لهدم الكعبة, فأهلكه الله -تعالى- وأهلك
من معه من رجال وأفيال.
قال ابن إسحاق: لما رد الله الحبشة عن مكة,
عظمت العرب قريشا وقالوا: أهل الله, قاتل عنهم, وكفاهم مئونة عدوهم فكان ذلك نعمة من
الله عليهم.
واتخذ العرب من ذلك العام تاريخا يؤرخون به, لأن حادثة الفيل من أعظم وأعجب الحوادث التي رآها العرب في حيتهم. وكانت ولادته صلى الله عليه وسلم في هذا العام, وسمي ذلك العام بعام الفيل.
تفسير سورة الهمزة
}ويل لكل همزة لمزة { شر وهلاك لكل مغتاب للناس, طعان فيهم.
(الويل) لفظ يدل على الذم وعلى طلب العذاب
والهلكة, وقيل: اسم لواد في جهنم.
(الهمزة) من الهمز, بمعنى الطعن في أعراض
الناس, ورميهم بما يؤذيهم.
(اللمزة) من اللمز, بمعنى السخرية من الغير,
عن طريق الإِشارة باليد أو العين أو غيرهما.
}الذي جمع مالا وعدده { الذي كان همه جمع مالا, وإحصائه.
}يحسب أن ماله أخلده { يظن أنه ضمن لنفسه بهذا المال الذي جمعه, الخلود في الدنيا والإفلات من
الحساب.
}كلا لينبذن في الحطمة { ليس الأمر كما ظن, ليطرحن في النار التي تهشم كل ما يلقى فيها, والحطمة اسم من اسماء النار, وسميت بذلك لأنها تكسر كل ما يلقى فيها وتحطمه وتهشمه.
}وما أدراك ما الحطمة { وما أدراك -يا محمد- ما حقيقة النار؟
}نار الله الموقدة { إنها نار الله الموقدة.
وأضيفت إلى الله -تعالى- لزيادة الترويع
والتخويف منها, لأن خالقها -عز وجل- هو الذى لا يعجزه شيء.
}التي تطلع على الأفئدة { التي من شدتها تنفذ من الأجسام إلى القلوب.
وخصت الأفئدة التي هي القلوب بالذكر, لأنها
ألطف ما في الأبدان وأشدها تألما بأدنى أذى يصيبها, أو لأنها محل العقائد الزائفة والنيات
الخبيثة ومنشأ الأعمال السيئة, التي استحق هذا الهمزة اللمزة بسببها العقاب الشديد.
}إنها عليهم مؤصدة { إنها عليهم مطبقة.
}في عمد ممددة { في سلاسل وأغلال مطولة, لئلا يخرجوا منها, وقال اخرون: أنها مطبقة عليهم بأوتاد مطولة.
تفسير سورة
العصر
سورة (العصر) من السور المكية عند جمهور
المفسرين, عدد آياتها ثلاث آيات.
}والعصر { أقسم الله بالدهر, وهو العشى والليل والنهار.
}إن الإنسان لفي خسر { أن بني آدم لفي هلكة ونقصان.
}إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر { إلا الذين آمنوا بالله وعملوا عملا صالحا, وأوصى بعضهم بعضا بالاستمساك
بالحق, والعمل بطاعة الله, والصبر على ذلك.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تفسير سورة التكاثر
سورة (التكاثر) من السور المكية، وسميت
ايضا, "ألهاكم والمقبرة", وعدد آياتها ثماني آيات.
} ألهاكم التكاثر { شغلكم عن طاعة الله التفاخر بكثرة الأموال والأولاد والعشيرة.
(أَلهاكم) من اللهو وهو الغفلة عن مواطن
الخير, والانشغال عما هو نافع.
(التكاثر) التباري والتباهي بالكثرة في شيء
مرغوب فيه كالمال والجاه.
عن عبد الله بن الشخير, انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ {ألهاكم التكاثر} قال (يقول ابن آدم: مالي وإنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت).
}
حتى زرتم المقابر { واستمر اشتغالكم
بذلك إلى أن صرتم إلى المقابر, ودفنتم فيها.
المراد بزيارة المقابر: انتهاء الآجال والدفن في القبور بعد الموت. وعبر -سبحانه- عن ذلك بالزيارة, لأن الميت يأتي إلى القبر
كالزائر له, ثم بعد ذلك يخرج منه يوم البعث والنشور للحساب والجزاء, فوجوده في القبر
إنما هو وجود مؤقت بوقت يعلمه الله تعالى.
}
كلا سوف تعلمون * ثم كلا
سوف تعلمون { ثم كرره تأكيدا لفظيا للجملة التي قبلها, وهذا التأكيد المقصود منه المبالغة
في الردع والزجر والتحذير من التكاثر والتفاخر, اي سوف تعلمون عاقبة تكاثركم وتفاخركم
إذا نزل بكم الموت.
} كلا لو تعلمون علم اليقين { لو تعلمون حق العلم لا نزجرتم, ولبادرتم إلى إنقاذ أنفكسم من الهلاك.
و(علم اليقين) هو العلم الجازم المطابق
للواقع الذى لا شك فيه.
}
لترون الجحيم * ثم لترونها عين اليقين { لتبصرن الجحيم, ثم لتبصرنها دون ريب يوم القيامة.
وقد قالوا إن مراتب العلم ثلاثة:
(علم اليقين) وهو ما كان ناتجا عن الأدلة
والبراهين.
(عين اليقين) وهو ما كان عن مشاهدة وانكشاف.
(حق اليقين) وهو ما كان عن ملابسة ومخالطة.
}
ثم لتسألن يومئذ عن النعيم { ثم لتسألن يوم القيامة
عن كل أنواع النعيم التي منحكم الله تعالى إياها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
صفحتي في تويتر لمزيد من المتابعه
تفسير سورة المسد والنصر والكافرون والكوثر والماعون
تعليقات
إرسال تعليق